الحكيم، الإصبع، القمر و الغبيان.

فما كلمة كي المثل، ديما يجبدوه الإخوة و الأخوات الأفاضل يمينا و يسارا، وقت اللي يشوفو واحد من زعماءهم ما تفهمش في كلمة و شوهولو حديثو. المثل هذا، الشهير، هو « عندما يشير الحكيم إلى القمر ينظر الغبي إلى إصبعه ».
الفازة اللي في العادة يتم استعمال العبارة هاذي مع تفسير واحد مبطن، و اللي هو سي البهيم كارو غزر للڨمرة، موش للصبع. التفسير هذا يحضر كرد فعل، كي الطابع في المخ، بينما المثل ما يحكيش ع النظر للڨمرة
على خاطر كي تجي تشوف، كيف اللي يغزر للڨمرة كيف اللي يغزر للصبع. باش ما نستعملش عبارات يستشف منها حكم قيمي، الزوز راتاو ميساج الحكيم و الزوز ماهمش قادرين يفهمو آش حب يقول. علاه؟؟؟
كي تغزر للحكاية، في الزوز مواقف، كل واحد ركز على عنصر، يا المشير (الإصبع) يا المشار إليه (الڨمرة) و الزوز يلوجو ع المعنى في وحدة م الزوز معتبرين واحدة فيهم نقطة الأهمية. بينما الحاجة اللي عندها معنى بالحق كونو الحكيم قام بإشارة للڨمرة. فما حركة و طاقة تصرفت، منطلقين من إرادة فيها قصد و من قرار فعل، و ما تم الفعل إلا لتمرير المقصد. الصبع و الڨمرة مالهم إلا « مكونات » ولا « عناصر » في ها العملية مربوطين بفعل الحكيم، و ما عندهمش معنى بينات بعضهم خارج فعل الحكيم. حين يشير الحكيم بإصبعه إلى القمر فهو يدعوك للتفكير في شيء وا ليس للنظر لمنحبس، سواء للإصبع أو للقمر.
نفس الحكاية معروفة في الألسنية، م اللي فردينان دي سوسور حط مرة و إلى الأبد أنو بين « الدال » و « المدلول » ما فماش علاقة مباشرة ولا عضوية. أي ربط بيناتهم مباشرة ما ينجم يكون كان اعتباطي. أما الزوز يحوسو وسط الطاقة اللي ولّدتهم و ولّدوها، اللي هي « الدلالة ». البحث المحموم بين « الدال » و « المدلول » وحدهم، ما يخرج كان تهويمات (هذا كان نقدو للإعتماد على الإيتيمولوجيا كمصدر معرفة للغة و استعمالاتها). الدلالة هاذي هي العلاقة اللي طرحها بشر ما، في لحظة ما، بين دال و مدلول.
الحكاية هاذي نفسها هي نفسها الفكرة لولا متع الرياضيات : تحييد العناصر و التمعن في العلاقات و قوانينها و منطقها. المشكلة اللي هاذي حكايات حلها العلم، بالشعب و التفريعات متاعو الكل، من هاك العام. نفسو العلم اللي م المفروض قريناه (ولا بالقليلة قرينا منو) في المكتب و الكولاج و الليسي و الفاك (لمن أوتي إليها سبيلا). سي « العلم » هذا، وينو فينا؟؟؟ موش في المعلومات [عناصر]، أما في مخاخنا كيفاه تخدم و تفونكسيوني [العلاقات بين العناصر].
داعش ولا ما داعشش، ثورة ولا ما ثوراش، أحنا ولا هوما، قبل هذا الكل هات نتفاهمو : « عندما يشير الحكيم إلى القمر، ينظر الغبي إلى إصبعه، و ينظر الغبي الآخر إلى القمر، بينما ينظر التلميذ للحكيم مشيرا بإصبعه للقمر ليفهم المقصد. يتخاصم الغبيان حد السباب و الضرب، بينما يمضي الحكيم و التلميذ للدرس الموالي. »

خايف يجي نهار، يتسئل ع البشر، ياخي تكون الإجابة « تاه في طريقه إلى المستقبل ». مادام مازلنا لتوة واحلين في أوليات منطقية …

gamra

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *