على ذكر البوبراد

نهارات لتالي، تصويرة متع صف طويل عريض قدام دار عراف في بومهل، هبطت ع المواقع الاجتماعية. و كي العادة، فرصة للتهكم من مدى سريان المعتقدات البالية. اللي شاف في التصويرة امتداد لخرافات تضحك، و اللي شاف فيها حالة مكربة م الحالات متع مجتمعنا المقيح، و اللي ذكر أنو السيد اللي يتمقصصو عليه عامين لتالي كانوا يجيبو فيه بالهلالو في « التونسية » وقتلي كانت زعمة « رمز الحداثة » و « فري سامي ».
شخصيا موافق على هاذوما الكل، و أكثر. أما فما حاجة أخرى في الجزء المسكوت عنه في التصويرة متع الصف اللي قدام العراف، اللي هي كم اليأس و انسداد الأفق و اختفاء الحلول المعقلنة. في الصفوف اللي تستنى في « سيدي نفاخ البراد »، تلقى البطال(ة)، و المهندس(ة)، و الطبيب(ة). هاذوما ما نتصورهمش حكو ريوسهم، قامو مشاو لعراف. العراف في تونس، بحكم غلاء التسعيرة، و بحكم أنو الزمان قاعد يمشي بالناس الكل، هو الحل الأخراني للي حياتو داخلة في حيط و ما لقاش منين ولا كيفاه يفضها، بعد ما جرب الوسائل العادية المتاحة من قبل المجموعة.
مثل ها الظاهرة، على قد ماهي علامة إنذار حمراء لانهيار هيكلي في بناء المجتمع الحديث، على قد ماهي مسؤولية مشتركة بين الجميع، افرادا و مجموعات، يمكن أقل طرف يلقى عليه اللوم فيهم هو الناس اللي شادة الصف. صعيب تلوم شخص على خاطرو يلوج في حل. ما تنجمش كيف كيف تطالب بإطار قانوني يمنع مثل ها التدجيل لأنو، سواء تدجيل أو تبزيل، فهو يندرج قبل كل شيء في « حرية المعتقد ». أيه نعم، الحمق زادة معتقد. و حد ما ينجم يفصل هل أنو سي كمال مصدق روحو و إلا يكذب من الصباح للليل باش يتحيل ع العباد.
التصويرة توجع، على خاطر تعري بطريقة مباشرة عمق حضور « المأساة » في اليومي متع التوانسة. أما لازم تتفهم، قبل ما نكرزو ولا نتمقصصو.

3arraf

Un commentaire sur “على ذكر البوبراد

  1. أهلا عزيز،
    مانيش معاك برشا في التبرير إلي مشيت فيه في سؤال « علاش الناس التجأت للعراف و خاصة العباد القارية شوية ؟؟ »
    أوّلا: مهما وصل الإنسان لمرحلة متقدّمة م اليأس و انعدام الحلول و انسداد الآفاق قدامو فشخصيا ما نجمش نقبل و أنو انسان وصل في قرايتو مرحلة متقدمة شوية و بالتالي مخو محلول بما يكفي (ما قلتش مثقّف خاطر الثقافة أبعد ما تكون عن التحصيل العلمي الأكاديمي) و بعد يمشي يؤمن بمثل ها الطرّهات و قيّد على حالة اليأس..
    ثانيا: إذا كان نفس ها البطّال (مثلا) التجأ لسي بوبرّاد و إلا غيرو من ها النوعية، فإنو موطن الخلل واضح فين إلي هو طريقة التفكير و التحليل إلي عند البطال هاذا و إلي كان باش يقعد في نفس المنوال حياتو كاملة مش باش يخدم !! نفس الشي ينطبق على أي واحد عندو مشكل ما و خيّر مثل ها الحلول الساذجة في وقت إلي كان ينجم يكون موضوعي و عقلاني في طريقة تعاملو مع المشكل إلي يواجه فيه الشي إلي يجرنا للنقطة الثالثة إلي تتمثل في كون مجتمعنا التونسي تخصيصا مجتمع عاطفي و ذاتي عموما الشي إلي يخليه أبعد ما يكون عن العقلانية و الموضوعية هذاكا علاش عادي اليوم تلقاه الروح و العقل في شخص و من غدوة يبدى يسب و يقشتل دونك ما فما حتى معيار واضح تنجم تعمّل عليه..

    فما نقطة أخرى: متّفق معاك تماما و أنو تبنّي مثل ها الممارسات تبقى في النهاية وجهة نظر و في إطار حرية المعتقد، يبقى:
    فما تعامل إعلامي مڤحول مع ها المسألة أو حتى مسائل مشابهة و نوضّح كيفاش:
    حتى حد ما ينجم ينفي انتشار مثل ها الخزعبلات في أكثر المجتمعات تقدّما و عندهم ناسهم و المهتمين بيهم يبقى فما إقصاء متعمّد في وسائل الاعلام في المجتمعات هاذيكي بحكم أنو الإعلام من أقوى الأسلحة الموجِهة للرأي العام.. بالتالي فإنو كيف الاعلام يهمّش مثل هكذا وجهات نظر فإنو يتسمى (في تقديري الشخصي) لعب دور إيجابي في حماية المجتمع من انحدار في المستوى و العكس صحيح بشهادة الشي إلي نشوفو فيه بصفة يومية في إعلامنا التونسي بمختلف أصنافو..

    تحياتي عزيز 🙂

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *