عن الحوار المزمع عقده مع الكناطرية، وجهة نظر مختلفة.

المرة هاذي، عكس ما يمكن توقعه من « مدون ثورجي يساروي إرهابي »، فما قرار حكومي عجبني. أنا بيدي استغربت من ردة فعلي أول ما قريت اللي سي محسن حسن [أو (م+1).حسن بلغة الرياضيات، اللي تبانلي أبسط و أوضح، أما هذا موش موضوعنا للأسف] أعلن عن نيتو فتح حوار مع كبارات الكونطرا. هو الحق، عندي بعض المؤاخذات الكبرى، أما ما تجي شي قدام أهمية الخطوة. و مؤاخذاتي لا علاقة بموجات الانتقاد، على خاطر ما نشوفش علاه الإقتصار على كبار الكناطرية. استغربت ردة فعلي، و قعدت نحكي مع مخي، و قعدت نشوف في الحكاية  إيجابية في مجملها. و قعدت نتبع في آراء الجميع، اللي كل واحد ركز على جانب مبدئي في دولة القانون و المؤسسات و كذا.

كيفاش نشوف فيها إيجابية؟؟؟ الساعة قبل ما نبداو نحكيو، هات نتفاهمو في حاجة. الجماعة اللي شادين ريوس الحكم التصريفي متع تونس جايين من أربعة أحزاب : ناس من حزب مقتنعين أنو فما شكون باش يقتلهم و يحبسهم و لابدين إلى أن يأتي، يا إما المهدي المنتظر ولا ما يخالف ذلك، و ناس مقتنعة اللي هي الحل على خاطر هوما ماهمش الاخرين و تونس تشبه لـ »تونس 7″ كرخ من كرخ، و ناس مقتنعة اللي ما عندكش علاش تكرز، اعمل حملة « كوم » و بدل العقلية و حل صفحة ع الفايسبوك توة ماكدونالدس يجيو يعملولنا حلول، و جماعة موش مقتنعين بشي أما داخلينها بثلاثة مكونات : قوة الفلوس، صحة الابدان و الصلاة ع النبي. سي (م+1).حسن ينتمي للمجموعة الرابعة. هاذوما هوما الناطقين باسم « تونس الرسمية »، تونس الـ »3000 سنة حضارة، م الزيتونة للمدفونة ». الناس هاذوما، ع الدخلة، ما ينجمش انسان بعقلو يتوقع منهم شبهة رؤيا متع فهم مشاكل المجتمع التونسي، خلي يا يلقاو حلول (الشي اللي قاعدين يخلصو عليه بالملاين، من فلوس ملمومة من عند الجميع). هوما على رواحهم و « تونس الأخرى »، تونس متع الـ »3000 سنة قذارة » على روحها.

الفازة اللي نشوف فيها مهمة هي رضوخ « تونس الرسمية » عبر أحط ما فيها [جماعة قوة الفلوس] أمام « تونس الأخرى ». اعتراف رسمي نادر الحصول في التاريخ، كارج أطر الإدانة و التجريم و التهميش خارج نطاق « المقبول الرسمي ». صحيح الاعتراف جا مع ناس ما يقلوش انحطاط، و هم مطبقو مقولة « ريسكي و جعل و غوص، و آش عليك في الباقي ». كي تجي تشوف الزوز يتناظرو و يتقاسمو نفس الأخلاقيات، لذا فمن المنطقي يتقابلو. و موش كان في الظلمة و بالريسك. ال3000 سنة حضارة تعترف أخيرا بقذارتها. ما ننجمش نطفي نقطة كيف هاذي.

نعرف اللي العديد معترض بداعي « الإقتصاد ». أما الساعة، ياخي عنا اقتصاد في تونس؟؟؟ تي ما عناش فكرة واضحة لا على مواردنا، لا على مداخيلنا لا على مصاريفنا، و لا على تاريخية هاذوما الكل السنين اللي فاتو. ضباب في ضباب. و لا عنا عجلة إنتاج واضحة و مريڨلة، اللي تتلفتلها تلقاها يا ملفقة و عدها باش ترخ، و إلا عايشة و تكوع، قرض يغطي في قرض. عنا تاريخ م التمليخ و التلفيق و التبلعيط المتراكم، و اللي ما عادش يخدم عندو سنين. كان باش نقعدو واحلين في ماكينة موتورها ميت، عمرنا ما باش نلقاو حل. تي المشاكل نفسها ماهيش واضحة، لا في مجملها ولا في تفاصيلها، بينما أعراض ها المشاكل الإجتماعية واضحة : بطالة، تفشي اليأس، انحباس الأفق، ثقافة خمول باقية و تتمدد. لا الإشتراكي ينجم يلانصي حكاية و لا الليبرالي ينجم يلانصي حكاية. بينما الكونطرا قاعدة تسمح للعديد بالعيش، يا إما بالعمل في إحدى نطاقات الكونطرا، و إما بتوفير مواد بكسة الثمن و متاحة للإستهلاك. على خاطر الناس، في تونس الأخرى اللي تاكل في « اللاإقتصاد » في لحمها، لازمها تعيش. و الناس هاذيكة إنتاجها اللي قعدلها، بعد تسكيرة « لا مكينة اللاإنتاج » على دوائر و عائلات معينة، هو تكتيك الزطلة و الكونطرا.

من جيهة أخرى، « أمراء » القطاع هذا القدم كانوا مرتبطين عضويا بحواشي بن علي، و قبل 14 كانت الفلوس تتعدى للبنوك و تتبيض في مشاريع الـ »3000 سنة حضارة ». بعد 14، القدم لبدو مدة، و طلعو ريوس جدد، و اللي هذا يلعب على درابوه، و اللي خلط الأول صحة ليه. مازال الوقت ما سمحلهمش لا باش يتلاطخو في بعضهم، ولا باش يتكتلو مع بعضهم. و في الأثناء سيولة تدور و تسرح، الله أعلم كيفاه، الله أعلم وين، من غير حتى ما تتحسب و ما يتم التعامل معاها كمعطى للتخطيط، في بلاد تعيش شلل إقتصادي.

بالنسبة للي يرا فيها « تعامل مع الجريمة »، من غير تذكير بتاريخ تونس الرسمي القائم على جرائم، لتوة لم يتم الإعتراف الرسمي بها كجرائم تجاه « تونس الأخرى »، و هوني نحكيو على ارزاق مفكوكة، عايلات محطمة، بشر معذبين و مقتولين و مقموتين في حياتهم. لهنا، هات كيف كيف نتفاهمو في حاجة : منظومة الإقتصاد المنظم النظيف وارثينها على العكري متع عام ككح. و بعدها، كل حكاية م الحيط تابعة نبزية روسيا و اماريكيا في الحرب الباردة تبردل كل ماهو اتفاقات في المنطقة. زعماء المغرب العربي، تبارك الله عليهم، ما فالحين كان في هذاكة عشرات السنين. ما تم تجريمه في منظومة الإقتصاد المقبول لدى المجموعة، لاهو من صيرورة المجتمع و لا من واقعو التاريخي، بل نتيجة تاريخ معقد و متشابك من الإسقاطات و الإرادات الفردية النزوية.

يقعدو الناس اللي موش عاجبهم كيفاه الدولة رخت و مشات تتعامل مع من اختار طوعا عدم احترام الدولة. شخصيا هاذيكة من أكثر الحاجات اللي شايخ عليها، لأني نعتبر أنو كل وين تعري الدولة حقيقتها، كل وين توضاح الرؤيا، و يوضاحو الحلول. ماو قلتلكم م الاول « ثورجي يساروي إرهابي ».

يزينا ما عشنا أفلام. نغزرو لواقعنا خير. و واقعنا، للأسف، أمورو موش ولابد، باش نكونو متفائلين.

Un commentaire sur “عن الحوار المزمع عقده مع الكناطرية، وجهة نظر مختلفة.

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *