على ذكر النقاب

مانيش باش ندخل في « علاش و كيفاش » ، جوست فما حجج منا و منا استفزتني ع الأخر.
الساعة، نبداو بتقديم لوضعنا المحثول : قريب 30 سنة، التوانسة في برشة بلايص تعودو على فكرة « البولحية يحب يقتل »، زيدها آش صار في العالم و التلافز فاش تعدي و تعاود (نحيي دور فرانس2 و رايونو في أوقات معينة من تاريخ الشعب التونسي المعاصر، من وسط التسعينات، لوين بن علي تلاكش هو و جماعة فرانس 2 كي عداو حكاية توفيق بن بريك، وقتها التوانسة سيديجا بدا يدخللهم الپارابول … و من وقتها دخللهم الپارابول ع الاخر)، و برشة لبس كانت ممنوعة، و تفجع فرد وقت. من 2011، فجأة، اللي ما كانش يتشاف في الفضاء العمومي و حتى في الفضاء الخاص ملاحق، ولينا نشوفو فيه. و يا لهول ما رأينا : رينا رواحنا و البلاصة اللي عايشين فيها و الناس اللي عايشة مع بعضها قداشي ديفازي على بعضها. من وقتها فما أجزاء رافضة بعضها بنفس الحدة، اللي عمال و تخف على طوال، أما ساعة ساعة تزيد تلحم. خصوصا كي يبدا فما « إرهاب ». وقتها فجأة يرجع التعبير عن « أمان راني ما نحبش نشوفهم، ماعادش نحب نشوفهم ». و هو رد فعل مفهوم جدا، خصوصا كيف في « الوعي الأولي الجمعي » ترتبط تصويرة ما بفجعة ولا خوف و رعب و دم.
في الأساس كل واحد حر في آش يلبس. و لبسة كل عبد تجي من حاجات يحوس و يختار بيناتها في روحو، كيفاه يتعامل مع بدنو و كيفاه يقدمو لروحو و لغيرو. هوني تتداخل فيها رؤية الشخص لروحو، و للآخر اللي فيه البشر و غير البشر. و مادامنا في حدود الرؤية و التمثل، مادامنا في فضاء خاص فيه تمازج مع معطيات إنسانية أخرى. الفكر و ما يحمل، الضمير و ما يعتقد، يتداخلو في تقديم الإنسان لنفسو عن طريق مظهرو، أي عن طريق الجسد متاعو كيفاه يتشاف. من حق أي انسان يكون كيما يحب يشوف روحو، حتى كان الطريقة اللي يشوف بيها روحو تقلق الطريقة اللي نشوف بيها روحي و كيفاه البشر لازمو يكون. أني نتقلق حاجة مفهومة كيف كيف، كيما أنو غيري يتقلق مني و من تمظهري حاجة مفهومة و واردة. أما التقلق هذا موش اعتداء، التقلق هذا جاي من حقيقة أنو حد فينا ماهو رب، و حد فينا ما يقدر يسير غيرو كيما يحب حسب ما يراه « المصلحة الحقانية ».
هو كي تجي تشوف جماعة « اللباس الشرعي » حجاجهم يضحك في نقطة « لباس شرعي ». ياخي ربي كي هبط القرء ان، هبط معاه « كومبينازون متع المسلم الصحيح »؟؟؟ الإيمان في النص ماهوش مربوط بتمظهر في الجسد بقدر ماهو مربوط بتمظهر في التعامل و الفعل و الحالة. ما يمنعش أنو القراءة السطحية، ولا حتى القراءة المغلوطة هي قراءة من بين القراء ات الأخرين، اللي ما تتجاوز حتى وحدة فيهم الأخرى من ناحية القيمة. كلها قراء ات لنفس الشي، إذ قبلت الشي، تقبل تبعا كافة قراء اتو.
نجيو توة للحجة الأخرى، اللي يعاودو فيها بأعلى الصياح نفس النواحين اللي مازالو يحلمو ببلاد الكارت پوستال و يعتبروها حقانية و يراو في تقييد الغير الضامن الوحيد للحرية (بره حوس افهم كيفاه). اللي هي « النقاب يا ما تخباو بيه إرهابيين » … بورڨيبة تخبى في سفساري كيف كان « إرهابي » قدام الفرنسيس بحكم مدافعتو عن الناس اللي تزدم ع المعمرين و تذبح نساهم و صغارهم، بينما محمد عطية متع 11 سپتمبر لآخر لحظة دجين و تي شيرت. زيد، ما ظنيش كان ناس يعملو في عمايل هكة (أمور تخطيط و تخفي …) باش يحرقو رواحهم بالنقاب، ما يظهرليش ماهمش متوقعين أنو المتنقبة عليها العينين أكثر، بينما أول مبدأ في التخفي هو الإبتعاد ع العينين.
نجيو لنقطة : « كي نبدا في فضاء عمومي، من حقي نشوف الوجوه الكل ». هذا يتسمى « وظيفة الرقابة » و هي ماهيش من حق حتى فرد، بل هي « امتياز » للجماعة لضمان حق الأمن. معناها ع الدخلة ماناش نحكيو على حق، على شهوة يمكن.
نتعداو لحكاية أخرى، في المستوى اللي لفوق، و اللي هو حق المجموعة في الأمن مقابل الفرد اللي ماخو خيار متباعد على « التطابق الأدنى » اللي في المجتمع. في برشة بلدان، لا داعش لا انصار شريعة لا إسلام، تلقى المتنقبة تقرا في الجامعة، و تعدي في امتحانات، وقت اللي المجموعة حاجتها بحلول (موش عرك اتياس متع « أنا أقوى، أنا أحق، و انت لا، أياه »، منا ولا من غادي)، و تلقاها فرد مندمج في المجموعة و جزء من فضاءها العمومي. معناها ما فماش تناقض بين الزوز.
المشكلة الحقانية متع النقاب هي اللي تفكر ناس اللي فما فكر آخر موجود و مغروس. هذا واقع، قد ما تحاول تهرب منو، بالتناسي ولا بالضغط، يدور و يرجع عليك.
و برجولية، أنك في إطار محاولتك « تخفيف تمظهر الدين في الوعي المشترك » تقوم تلوج في حجج دينية … ما نعرفش أنا كيفاه نقولها، أما راهي على الأقل حكاية فاشلة.
مفهوم النفور م النقاب. الخمسة سنين اللي فاتو، المتأسلمين تبارك الله عليهم، وراو درجة كبيرة م العدوانية و امتداد لجهل عميق. لكن ها النفور ما لازمش يمنع الإنسان يحط كل حاجة في بلاصتها. مبدأ « أرنب تكر على حلوف » ياما تهردنا في جرتو، و زيد 5 سنين مقاومة للإرهاب معتمدة ع المبدأ هذا خلاتنا في خطر أكبر من قبل، خطر اللي كنا ننجم نتفاداو أجزاء منو بإعمال العقل و تطييح صوت الشهوة متع الدلال.
تونس للجميع، موش على خاطر أحنا نحبوها هكاكة، على خاطر هي ما تنجم تكون كان هكاكة. مشكلتنا مع داعش هو رفضها للمبدأ هذا، و الشي اللي منع « الثورة العمياء العنيفة الدموية » في تونس هو المبدأ هذا كيف كيف. لو كان جات بيدي و بيد كيفاه نشوف في الدنيا، راهو من هاك العام ثلاثة ارباع البشرية بكلها، موش التوانسة فقط، انقرضوا، و راهو الباقين كل واحد راكش في شيرة يقرا ولا يلعب ولا يكتب ولا يسمع في موزيكا ولا يكتكت … المهم عامل جو على روحو، و شايخ مع غيرو، ترانكيل. أما للأسف الواقع أسبق.

نعرف اللي الموقف هذا موش باش يعجب العديد، خصوصا م الأصدقاء المتفتحين و الحداثيين. عادي، و مفهوم بل و مرغوب. الله غالب، الكتيبة حسب رايي موش مجعولة باش تعجب، مجعولة باش تسمي الأشياء بمسمياتها و تساعد ع التفكير. 

niqabe

Un commentaire sur “على ذكر النقاب

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *