نكره اللي ما على بالهمش ، ترجمة لنص آنطونيو ڨرامشي

تقديم : آنطونيو ڨرامشي مثقف و مناضل يساري إيطالي، من جماعة بدايات القرن العشرين. رؤاه كانت موجهة للثقافة و دور المثقف في النهوض بالمجتمع نحو الثورة و التقدم و هاك الكلمات العزيزة على قلب اليساريين. ماركسيتو ما خلاتوش متحجر، و على عكس برشة في وقتو، كان يرا في كافة التعبيرات فن مهم (كيف السينما اللي كان ڨرامشي من اول الناس اللي اعتبروها فن قائم الذات). نظّر لما يسمى بالـ »مثقف العضوي » في « كراسات السجن »، اللي كتبهم وقت اللي حشاوه جماعة الدوتشي في الحبس. أعز تفسير لنظرية المثقف العضوي، حسب رايي، هو التفسير متع عصام العبسي : « معناها انسان متثقف، كي تحب السلطة تربح منو حاجة على حساب الناس يقوللها ‘ شد العبلي بعضوي’ « .
الحاصل، ما نزيدش نكثر عليكم بتهدريزي، و هاو واحد م النصوص متاعو اللي يعجبوني. النسخة الأصلية و الترجمة الفرنسية تلقاوهم لهنا.

نكره اللي ما على بالهمش. و انا على راي فريديرك هيبل كيف يقول اللي « أنك تعيش معناها أنك تكون نصير متع حكاية ». ما ينجمش يكون فما جوست بشر، هكاكة، براينية ع البلاد. اللي يعيش بالرسمي ما ينجم يكون كان مواطن، و ياخو موقف و يناصر. اللامبالاة و بيعانها بلفتة معناها اللياثة (پي آس : عبد لايث معناها)، العالة، الجبن، ماهيش العيشة. هذاكة علاه نكره اللي ما على بالهمش.

اللامبالاة و بيعانها بلفتة هي الوزن الميت متع التاريخ، طلقة الرصاص الموجهة للي يجدد، هاك المادة الراڨدة الهامدة اللي تغرق فيها أقوى الحماسات، هي هاك الڨلتة المحاوطة بالمدينة القديمة تحميها أكثر م الحيوط الصلبة، أكثر من صدورات محاربيها، على خاطرها تبلع في دواماتها المْغَرْوْطَة الناس اللي تزدم، تهلكهم و تديكوراجيهم، و ساعة ساعة تخليهم يتخلاو جملة على مساعيهم البطولية.

اللامبالاة تخدم بالقوي وسط التاريخ. تخدم بسلبية و بتتليف، أما تخدم. هي النكبة، الشي اللي ما ننجموش نعملو عليه، هي اللي تدخل البرامج بعضها، اللي تقلب الطرح على أعتى المخططات؛ هي المادة الخام، المتمردة ع الذكاء اللي تخنقو. اللي يصير، الهم اللي طايح ع الناس الكل، الخير الممكن اللي تنجم تطلعو حركة بطولية (ذات قيمة شمولية)، ماهمش جايين من مبادرة متع ناس تخدم قد ما يجيو من جرة اللامبالاة و الغياب متع برشة. اللي يصير، ما يصيرش على خاطر فما شكون حبو يصير، قد ما يصير على خاطر كتلة العباد تسلّم قدام إرادتو، تطفي الضو و تخليه يعمل اللي يحب، تخلي العقد اللي ما يحلها كان السيف تتلكمت، تخلي قوانين ما تتنحى كان بتمرد تتشرّع، تخلي السلطة لعباد ما يتنطرو منها كان بمذبحة. النكبة اللي تبان طاغية ع التاريخ ماهي إلا المظهر الوهمي متع ها اللامبالاة، و التغيب. وقائع تنضج في الظلمة، طرف يدين ما يعس عليها و يراقبها حد، تفصّل و تخيّط شبكة العيشة الجماعية، و كتلة العباد ما في بالهاش على خاطر ما على بالهاش. مصائر عصر كامل تتوجّه حسب رؤى ضيقة، أهداف متع تو تو، طموحات و أهواء شخصية متع مجموعات صغيرة ناشطة، و جماهير البشر ما فيبالهاش، على خاطر ما اعلى بالهاش. أما الوقائع اللي نضجت توصّل لحاجة، و الشبكة المنسوجة في الظلمة توصل لمنتهاها : و وقتها، على ما يبدو النكبة هي اللي تهز الناس الكل و كل شي في ثنيتها، على ما يبدو التاريخ ماهو إلا ظاهرة طبيعية ضخمة، انفجار، زلزال أحنا الكل ضحاياه، اللي حب عليه و اللي ما حبش عليه، اللي في بالو و اللي ما في بالوش، اللي حْرُك و اللي قعد ما على بالوش. و هذا الأخير يكرّز، ماذابيه يسلكها م العواقب، ماذابيه يبان بالواضح اللي هو ما حبّش، و اللي خاطيه ماهوش مسؤول. واحدين يتبكاو بكل تعاسة، أخرين يحلفو و يفحشو في الحلف، أما حد، ولا تقريبا حتى حد، ما يسأل روحو : و كان انا زادا قمت بواجبي، لو كان حاولت نوصّل إرادتي و رايي و نفرض قيمتهم، زعمة يصير اللي صار؟ أما حتى حد، ولا پراسك، ما يحس روحو مذنب باللامبالاة، و التشكيك المتواصل، مذنب اللي ما مدش يدو و نشاطو لتشكيلات المواطنين اللي، و بالتحديد باش يتفاداو الخايب اللي صار، كانوا يعاركو و كانوا يحاولوا يعملو الباهي.

الأغلبية متاعهم، بالعكس، قدام الأمر الواقع، يخيرو أنهم يحكيو ع المثل اللي تنهار، و ع البرامج اللي طاحت في الما، و تحذليقات أخرى من نفس النوع. من اول و جديد، يعاودو يتغيبو على أي مسؤولية. لا، بالطبيعة ماهمش يشوفو في الأمور بالواضح، و ساعات قادرين يعطيو حلول مزيانة ياسر للمشاكل المستعجلة، و منهم هاك اللي لازمها تحضير كبير و وقت. و باللي تبدا مزيانة ياسر، ما يمنعش اللي ها الحلول تقعد عاڨرة ما تنفعش، و ها المشاركة في العيش الجماعي ما فيها حتى وهج أخلاقي :هي نتيجة فضول عقلي، موش إحساس حاد بمسؤولية تاريخية اللي تتطلب نشاط الناس الكل في الحياة، و اللي ما تستعرف بحتى فورمة متع غنوصية و حتى فورمة متع لامبالاة.

نكره اللي ما على بالهمش زادة على خاطر تخرنينهم كأبرياء أبديين يتعبني. نطلب من كل واحد منهم أنو يحضّر الحساب ع الواجب اللي عطاتهولو الحياة و تكلفو بيه كل نهار، حساب اللي عملو و بالخصوص اللي ما عملوش. و نحس اللي ننجم ما نرحمش، و ما عنديش علاش نبعزق الشفقة متاعي، و ما عنديش علاش نقسم دموعي. أنا مناصر (عندي موقف)، نحيا، نحس ديجا في نبض البلاد المستقبلية اللي شيرتي قاعدة تبني فيها، وسط الضماير الحازمة متع شيرتي. و فيها، السلسلة الاجتماعية ماهيش راكزة على كعبات، فيها كل حاجة تحصل ماهيش جاية م الصدفة، ولا قضاء و قدر، أما هي الخدمة الذكية متع المواطنين. شيرتي ما فيها حد قاعد يتفرج م الشباك وقتلي كعبات يضحيو و يختفيو في التضحية بينما اللي راكش في الشباك يڨانص ماذابيه يستنفع من طرف الباهي اللي يحصلو نشاط شوية ناس و مبعد يعدّي إحباطو بالتكبيش في اللي ضحا بروحو، للي اختفى على خاطر ما نجحش في تحقيق الهدف اللي فيكساه لروحو. 

أنا نحيا، أنا مناصر (عندي موقف). هذاكة علاه نكره اللي ما ياخوش موقف. نكره اللي ما على بالهمش.

في الاخر نحب ننوه اللي الترجمة المعروضة هوني ماهي إلا محاولة أولية. و بالنسبة لكلمة  fatalité خيرت نترجمها في معظم النص بكلمة « نكبة »، على خاطر نشوف اللي ڨرامشي في نصو مركز على « الكارثة » و التراجيديا اللي ترافق الكلمة هاذي أكثر من تركيزو على حاجة غيبية تسيّر المصائر. المرة الوحيدة اللي ريت فيها قرب للمعنى هذا في آخر النص، اخترت استعمال « قضاء و قدر ».
الحاصل …

Gramsci

Un commentaire sur “نكره اللي ما على بالهمش ، ترجمة لنص آنطونيو ڨرامشي

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *