موسم الهجرة إلى الشمال

السنين اللي فاتو، كثر الهم و الغم و أخبار النم. و العيشة في تونس ولات كيف ما وصف سيلين العيشة في باريس وقت الحرب العالمية الأولى : زنقتين و زنقة مقسومة طواول ناس تاكل في بعضها من طاولة لطاولة، كل واحد يسلخ في لحم خوه و الحاكم في بلاصتو، يوفر في الحديد للناس باش تضرب بعضها.
قبل الثورة، تونس العاصمة كانت ملتقى لياسر شبيبة تلوج ع الجديد و تحب تتحدى الذيب في جحرو. بعد 14 جانفي، و ثورة المناطق الداخلية و قصبة و قبة و برشة تصاور و وعود متع أفكار جميلة، بكلها زادت تصبت في العاصمة.
فرد عباد حلمت مع بعضها و غدرت بعضها، بالڨلڨ و م الڨلڨ. اللي آمن بغيرو أكثر من روحو، و اللي آمن بروحو فوق م اللازم، و اللي باش ينجم يفرد جناحاتو جرح اللي بحذاه من غير ما يفيق، و اللي كيف كرز دار طرشقها الكل على بعضها، و اللي، و اللي …
كيفي كيف غيري م النازحين لتونس، و اللي حلمو و عفطو، تعدى علي التكريز و الإحباط و الإكحلال. لوين الواحد لقا روحو ماهوش قاعد يقدم. برشة كان الحل اللي لقاووه هو الطلوع البرة. بلاد الفرنسيس و الالمان و لا هم جربوعستان. و في لحظة وصلت كيفي كيف غيري، نخمم في الهجة. الواحد يمشي يكمل يعيش في بلاصة أخرى فيها أكثر نفس و أكثر فرص.
المشكلة اللي كيف حطيت مخي لقيتها هي هي : حسب ما نرا في اصحابي اللي طلعو، نفس غم و هم السونتر ڢيل هزوه معاهم. اللي في باريس عايشين نفس الحكايات و يتنفسو في نفس الحكة اللي هزوها م العاصمة، اللي في برلين كيف كيف، و اللي منا و من غادي. و زيدها إحساس أنك بعيد. أصحابي اللي طلعو، قليل فيهم اللي وصل أنتج حاجة على كيفو السنين اللي فاتو، بكلها اللي تحكي معاه تحسو بجنبك في قهوة الأونيفار يجاوب فيك.
بعد الثورة، لا يزي اللي كانوا مكركين، زيد اللي ثاروا في مناطقهم صدقوا وعود الأصدقاء. و ها الأصدقاء ماهمش كاذبين في وعدهم، أما 2011 جهرت الناس الكل، و اللي هذا وعد بأكثر م اللي يقدر. الكلنا تعاملنا مع « الثورة » كأني معجزة مقدسة، باب يحل أوتوروت للجنة. بينما كان فما حاجة الواحد لازم يتعلمها م اللي صار عام 2011 راهو : العاصمة وحدها ما تكفيش و تونس أكبر من مدنها المخنوقة (سوسة و صفاقس و المنستير و بنزرت و تونس).
الحل اللي لقيتو هجرة من العاصمة، اللي في الأساس جاوها بابا و أمي نازحين. موش لحاجة برة تونس، على خاطر كيف أي تونسي في عمري، مادام مازلت ما حسيتش روحي حققت حاجة في ها الطبة المغبارة، مادام شي ماني ماش ننجم نعملو. الحل اللي لقيتو هجرة نحو الشمال الغربي، و بالتحديد الكاف : بلاصة نعرفها و ما نعرفهاش، حيوطها موش مبلعة ذكريات خايبة و وعود محطمة. ما عنديش أمل أني تكون « جنة »، أما م اللي دخلتلها حسيت روحي زدم عليها نفس جديد. كوني نازح يخليني نرا فيها اللي ما يراهش ولدها اللي تاعب منها.
كيف 2011 جابت معاها فكرة اللامركزية، المنطق يقول انو الواحد لازمو يتجرأ ع الفكرة اللي عجبتو و يامن بيها.
ننصح الأصدقاء و الأعدقاء (هاك اللي نسبو بعضنا من تركينة لتركينة) أنو في بلاصة ما يزيدو يذويو في بلاصة ماعادش ينجمو يغزرو فيها لضو الشمس، يهزو شلاڨاتهم و ملاڨاتهم و يندهو يفركسو في باقي الجمهورية على بلاصة ينجمو يتطورو فيها. نحبو ولا نكرهو، كوننا خبرات و معارف، و البلايص اللي ماهيش العاصمة ولا المراكز فيها ياسر ما يتعمل، و فيها ياسر فرص باش الواحد ينتج و يسلكها في حياتو.
الحاصل، الكاف بلاد ياسر مزيانة. حاسس اللي جاية معاها مغامرة مزيانة.
نحب نشكر في الاخر الصديق مات بي أم، اللي كانت النقاشات معاه أحد أهم العوامل اللي خلاوني ناخو ها القرار.

tunisie_kef_0

4 commentaires sur “موسم الهجرة إلى الشمال

  1. فكرة حلوة يلزم المثقف يبدا يكون السباق في تطبيق أفكاروا, أما السؤال اللي يطرح نفسو هو التالي: علاش الكاف بالذات ؟ خاطر في إطار اللامركزية ثمة بااااارشة بلايص هي الأولى اللي محتاجة لوجود ناس معروفة باش يخرجوا من العزلة التامة اللي , عايشية فيها , توه الحقيقة الكاف ماعمري مامشيتلها, أما نسمع اللي هي بلاصة حيٌة و خير ببرشة من أغلب المناطق الداخلية , تحب تمشي للكاف خاطرها مزيانة حقك أما حكاية اللامركزية يظهرلي ماركبتش

  2. بعد خمسة سنين من اندلاع الثورة و بعد خمسة حكومات والسادسة هاي في الثنيٌة, توه تذكرت اللامركزية…معناها كان في المستقبل تلحم غزاويٌة تهبطلنا مقال تدعو فيه للمشاركة في اسطول الحرية 4 لرفع الحصار عن غزة

  3. لا أحب البلاد، كما لو أحب البلاد أحد
    صباحا مساء
    و قبل الصباح
    و بعد المساء
    و عصبة للأحد …
    و إن كرفتونا، كما كرفتونا
    و إن برولونا، كما برولونا
    لعدنا خرابا لهذا البلد

Répondre à Mon Annuler la réponse

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *