يوميات المكناسي -1- (archive fb 26/04/2010)


المكناسي ، برشة يعرفوها محطة متع ترينو قفصة … بلاصة غير عادية ، هاربة من زمان أخر ، وديان في كل شيرة ، خدودهم يبكيو بالزين … الريزو لهنا شلطة وحدة ، مرة تطلع ، مرة تهبط .. قد ما حاولت نقنع لعباد إلي فما 5 شلطات ، حد ما حب يصدقني . قول ما عندهم ما يزمرو بيه الريزو ، إلي حاجتو بصاحبو يمشيلو طول ، ولا يناديلو من ورا الواد .
الدنيا لهنا ماخذا ريتم طايح بالنسبة لواحد عايش مصروع في المدينة . لهنا عندك الوقت لكل شي . كل شي . عندك الوقت الكافي بش ما تعمل حتى شي ، على راحتك . ديجا واحد م الناس ، عديت وقتي الكل نمارس في هاك النشاط السحري : حتى شي ، نيات ، نادا، الصحراء السيبيرية . وكونك ما تعمل في شي فن ، مش إلي يجي يقدر عليه . رمشة تخمام لا . ال »حتى شي  » المتعودين عليه في المدينة طلع فالصو . في المدينة ، ما تعمل في شي معناها تتفرج في التلفزة ، تسمع في حس الكراهب ولا الجيران ، تدرجح فيهم (الكرارز بالنسبة للولاد والبزازل للبنات )، تمخور في خشمك … معناها تعمل في حاجة معندهاش معنى . أما في المكناسي … هييهييه ، تكتشف إلي هذاك لعب ذري متع قننوات الياغرط. لهنا ما تعمل في شي معناها بالرسمي ما تعمل في شي ، الفرق الوحيد بينك وبين الميت : هو يبكو عليه وإنت لا . في حانوت الضفافلية، كل نهار يعملو مسابقة متع « حتى شي « ، وإلي يخمم شوية يخرج على برى . بطل المكناسي في الحكاية هذي هو « العايش ». العايش هذا عندو استاذية في الفلسفة ، ومن هاك النوع متع العباد إلي كي تجي تحكي عليه ، ما تعرفش أنا كلمة تستعمل : راجل ، طفل ولا حاج. كي تشوفو ما تنجمش تعطيه عمر ، ولا حتى « فورشات ». العايش هذا على ما قرى وتبع الكتب والخربقة والتاي لحمر بالشب ، مخو فرغ مسكين . الذبانة تدخل من وذن ،تقعمز في الراس ، تلعب طرح شكبة وتخرج م الوذن الأخرى ، من غير ما يعرضها شي ؛ العايش يعديلك أكثر من 12 ساعة دون إنقطاع ما يعمل في شي . الحاجة الوحيدة إلي خلتو ما يخلطش ال-24 ساعة ، هو إلي ساقو تتنفخ ولازمو يتحرك يبدل البوزيسيون . والعايش كي يبدا مع صحابو ، ما يعمل في شي ، يشم ريحة التخمام كان بدا يجي لواحد . يولي يرمي كلمة ستيل : « الوجود ، قازوز ، الثورة ، الحق، بطانية زرقة ، مرمز بالدجاج  » مخاخ الناس الكل تمركي ستوب وترجع تخمد.
الحاصل حاجة روعة ، تخليك تكتشف أهمية كل شي مهما كان صغير ، عينيك يتحلو على حاجات عمرك ما لحظتهم قبل . كي تتعدى بحذاك نمالة ما تشلقش بروحك كيفاش تقول « ياااا !! نمالة !!! » وتقعد تعاود فيها لوين تغيب عليك وتقول : »ياا !!! بح نمالة مشت ! » .. حتى م الطقس يساعد : شمس زارقة تشوي والبرد يضرب في العظم. النهار الاول ، مشى في بالي المكناسي تخلقت في قالب كاميرا خفية …
لهنا ، الحاجة الوحيدة إلي تدل إلي فما حضارة في بلاصة م البلايص هي كرهبة كات كات باشي تتعدى كل نهار إثنين مع العشرة متع الصباح لحانوت « الكربة »، تفرغ شكاير سميد وخمسين خبزة وياغرط. الخبز يتباع على جمعة كاملة . أما الياغرط، هذيكا حكاية أخرى ، عالم مستقل بذاتو . شو ، شو ، تعرف كيفاش ؟؟؟ ريتش أنواع الياغرط المعروفين الكل ؟؟لوحهم الكل ورا ظهرك (رد بالك على حوايجك ) وأبدا إستنبط أسامي أخرى م الخلا، نضمنلك 90% منهم تلقاهم في حانوت الكربة ، ياغرط « عزيز » و-« اوتا » و-« أوخي » و-« النسيم » .. زيد أعمل مجهود وتفكر الانواع إلي ماعادش موجودين : ستيل بالدقلة ، يوغو ، صندي، زياد .. حتى من باكوات رايب مثلث تلقى … خلي م البشكوتو ، أسامي فروخ الروضة لكل تلقاهم : بسكوي « أمير  » و-« ميرنا » و-« حمدي  » …
المكناسي بالحق عالم أخر . الناس الكل بتلافزها ، والتلافز الكل ما يمشوش. الاشوم ، إلي تسألوا : « شبيها ما تمشيش التلفزة  » يجاوبك طول : « م الندى » … يزيد ربع ساعة يشكيلك م الجفاف والمطر إلي مش حابة تصب … مخك يتكونسى . ترجع تسأل : « مالا الندى منين ؟؟ » يقلك طول : « أما ندى ؟؟؟ أخا ضبعت ها طفل ؟؟ » … إلي هذا عندو بارابول نومريك وقصعة مصددة. كي تسأل واحد : « اش تندب بيه ؟؟ » من غير ما يبطا يقلك طول : « حتى شي » .. »امالا لواه ماخذو ؟؟؟ »… »ما ندريش ، هاوينو غادي .. قلقك ؟؟ تحب تشري ؟؟ » .. ال »حتى شي  » لهنا فلسفة في الحياة ، رؤية كاملة للوجود والعدم .. كل شي لهنا يتجرد من كل شي ، ويرجع لمعناه لولاني البسيط :  » لاش ينفع ؟؟؟ كانو ما ينفع لشي ، خليه ، اشريه ، اسرقو ، فكو … أماكانذا اخطاك ، تعب ووجيعة راس وهم أزرق زايد « 
الناس في المكناسي عندهم حكمة خاصة وطريقة غريبة في التعامل قايمة على حاجتين : السخرية والتخرنين. التخرنين لهنا من أجل متعة التخرنين . فن من أجل الفن . خالي عندي يجي 10 سنين ما قابلتوش ، أول ما شافني نقز ، وطول بدا يخرنن على عزرائيل إلي هز ما هز م الارواح ، وخلاه هو واحل مع مرتو وصغارو .. تعدى مبعد خرننلي عليهم واحد واحد (عندو 12) ، بعدها خرنن ع الزيتون ، وبعد ما خرنن علي أنا إلي ما نطلش ، قالي : « إيه ، و شنهي حوالك، لاباس؟؟  » … غلط وقتلو : »الحمدله ، لاباس » … وعينك ما تشوف إلا النور ، طلع السيد كان جوست يسخن ، وأنا بهاك الكلمة عطيتو إشارة الإنطلاق … « صحة ليك ، صغير مازالت الدنيا قدامك .. مناش عندك بش تشكي ؟؟ … مش كي إلي عمرو فات عليه ، القاعد أقل م إلي تعدى ، حتى لو كان جا … » 6 سوايع كاملة يا بوقلب ، تحط الفطور وتهز ، وسربتلنا « حدة » 15 كاس تاي أحمر ، وفيصل ولد خالي طرشق 10 كعبات بيرة تحت حيط الدار ، وخالي يخرنن … وأخيراً سكت وقالي : » أما الحمد لله على كل حال » وقام … جاني فيصل يجري قلي « قطع ، راهو بش يصلي ويرجع يكمل .. » … خرجت نجري كيف السارق …
فيصل هذا ولد خالي ، مكناسي أصيل ، يضرب مبعد يسأل : « شفمة ؟؟ شني لحكاية ؟؟ » … يحكيلك عادي للصباح ع الميزيرية والتمرميد والظروف ، كان يشلق بيك تعاطفت معاه ، يقولك « جيتك نطلب ولا سارح عند جد بوك الكلب » … نهار جبدتلو على 26-26 ، بش نسأل عملوش مشاريع في المكناسي ، قلي : « إيه نسمعوا بها ، كل عام نتبرع … قالو للفقرة والبلايص الريفية … يعطيهم الصحة  » …

8 commentaires sur “يوميات المكناسي -1- (archive fb 26/04/2010)

  1. ikebik ya azyz chadit rou7i bich manedh7akch fi le5er tarcha9t!!fi jortik faya9t dar kemla!!en tt cas g un vrai coup de coeur pour ts les meknassiya :))

Répondre à Anonyme Annuler la réponse

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *