سنة حاسمة : الماركسية، العلم و الزعمة زعمة علم. – ترجمة لكارل پوپر

ملحوظة قبل البداية : تنجمو تعتبروه نقدي الذاتي لروحي على « التساهل الذهني » متاعي مع « اليسار التاريخي التونسي » لدواعي انفعالية و متعلقة بإسداء أهمية للسياسي الآني أكثر م اللازم، و مشاركتي البهلولة في حملة « حمة ». [ما يعنيش أني ماعادش بش نغلط.]

تقديم : كارل پوپر فيلسوف مهم، نخر سوسة الفكر على بكري. للأسف، فيلسوف مهم. و نقول للأسف على خاطر ما نحبوش : نرجسي مسكر ما يقراش و ما يمن كان بروحو و باللي كان فيه هو. حياتو الكل يدحض في « الذات » و توطينها للمنطق، كإثبات غير مباشر أنو هو « الذات الصافية » الوحيدة الممكنة. هذاكة معنى تكبيشو المرضي في « الموضوعيزم »، حسب تفسيري. لكن عندو لمسة عبقرية، الخرا. ضربة متع فلتة. فكرة « الدحض » كمعيار أولي يفرق بين « العلمي » و « اللاعلمي » حكاية أورڨازميك. خسارة حب يردها « تفسير التطور التاريخي للعلم »، أما هاذيكا هي طبيعتو، و جاب ربي فما « طوماس كوهن » استوى الحكاية و حط كل حاجة في بلاصتها، « الدحض » كمعيار و « الپاراديڨم » كنموذج تطور تاريخي. تكبيشتو في النقد كمخرج وحيد للعقل، كيف كيف أورڨازميك. أما عدا حياتو هارب من تناقضاتو، يكتب ألفين كلمة و يعدي المفاهيم على خمسين معصرة باش يطلع عندو الحق. عندو اللي نعتبرو « لوثة » أي واحد ينڨز للفيزيك و ما يشوف في الرياضيات كان « أداة »، قاموس متع معادلات و جداول حساب. هذاكة اللي خلاه ما يقراش « فيتغانشتاين« ، رغم اللي الحروف تعدات قدام عينيه، و لا « نظرية المعلومة » متع شانون، و لا نجم يتمثل احتمالات الفيزياء الكوانطية. فرد وقت يمرض كي يشلق بخطأ منطقي في تخمامو، و يقعد سنين باش يستعرف بعد ما يدپرم، نفس الوقت اللي ينظر فيه للـ »محاولة الخاطئة » كأساس للفكر (أنا تضحكني الفازة هاذي. و مانيش وحدي، باش ما تقولوش مريض، نعرف بالقليلة زوز اخرين تضحكهم الفازة هاذي). فرد وقت يلوح بلمسة يد كل الفكر اللي يخمم و يحلل و يناقش اللوغة، بينما في تنظيرو يغير على مجالات تأويل أسامي و تركيبات المفاهيم اللي جابها هو. فلسفة اللغة « كخة » و لا أهمية للكلمات كلها كي بعضها المهم « المنطق الموضوعي المتعالي » واضح، كونشي كي تبدا كلماتي وقتها لازم تحديد و احترام التحديد (الفازة هاذي زادة تضحكني، انا و زوز اصحابي اخرين، موش نفسهم متع قبيليكة). ما ننجمش نحبو، على خاطر عندو تسكيرة الديكارتيين اللي يحبو يقنعو رواحهم و العالم أنو « الحياة بعد الموت » حكاية منطقية موضوعية في المطلق، و اللي الجسد في شيرة و الروح في شيرة. و رغم هذا، الكازي، عمل برشة عمايل فكرية عظيمة تخليني نحترمو و تمنعني نكرهو، منها أنو قضا على « حلقة ڢيينا« ، كأحد أبسل المدارس الفلسفية، و ساهم باش الفلاسفة متع الحلقة هاذي (خصوصا كارناپ) يتطورو و ما يوحلوش مع التعريف البينار للعالم.
النص هذا، اللي هو فصل من سيرتو الذاتية الفكرية « البحث المش كامل »، م النصوص متاعو اللي تعجبني، و اللي نتماها معاها. مافماش « إبداع » في ستيل القص أما فما إبداع في تواتر الأفكار و المنطق الصافي. پوپر عمرو ما كان برة السياسة، و يحكي على تجربة عاونتو باش يفرق بين « الفكر العلمي » و « الفكر الدوغمائي ». نص مش باش يعجب برشة رفاق. عادي، هو تكتب باش ما يعجبش الفكر « المستريح » على ثبات.
واحد م الناس، نلقا روحي في معظم النص.
قراءة طيبة، و سامحوني اللي طولت.

النص : في وسط السنوات الاخرانية الرهيبة متع الحرب، على الأحرى في 1917، في فترة كنت نعاني فيها من مرضة طويلة، وقتها وين استوعبت بوضوح الشي اللي نحس فيه عندي مدة : في معاهدنا النمساوية الشهيرة (المسمين جيمنازيوم و – يا للفظاعة – ريلجيمنازيوم) كنا نفيّيو في وقتنا بطريقة تعمل الفضح، رغم اللي أساتذتنا كانو مكونين مليح و عملو مجهودهم باش يردو ها المدارس أعز واحدين في العالم. كونو، بالنسبة لجزء منهم، دروسهم كانت ياسر مڨلڨة – ساعات ما توفاش م التعذيب الزايد – ما كانش جديد علي. (عطاوني مناعة : عمري ما عانيت م الڨلڨ بعدها. في المعهد، كانو ينجمو يطيحوك كان تسرح بمخك لحكاية لا علاقة بالدرس : كان لازم الواحد يقعد منتبه. بعدها، في الجامعة، وقت اللي الأستاذ وبدا مڨلڨ، تنجم تفرهد روحك بأفكارك الخاصة). كانت فما مادة وحدة الأستاذ متاعها يشد الإهتمام و ملهم بالحق. المادة كانت الرياضيات، و اسم الأستاذ كان فيليپ فرييد (ما نعرفش كان يقرب لسيغموند فرويد). و باللي، كيف رجعت للمعهد بعد مرضة دامت أكثر م الشهرين، لقيت قسمي ما قدم كان شوية برك، حتى في الرياضيات. كان كشف : ردتني مزروب باش نخرج م المعهد.
انهيار الإمبراطورية النمساوية، و تبعات الحرب العالمية الأولى، المجاعة، مظاهرات الجوع في ڢيينا، و التضخم الزادم، هذا الكل ياما توصف. حطمو العالم اللي تربيت فيه؛ و وقتها تحلت فترة متع حرب أهلية كامنة ولا واقعة و اللي وفات باحتلال هتلر للنمسا. كان عندي أكثر م الستاش سنة وقت اللي وفات الحرب، و الثورة حفزتني باش نعمل ثورتي الخاصة. قررت نخرج م المعهد، أواخر 1918، باش نقرا وحدي كعصامي. قيدت في الجامعة متع ڢيينا وين كنت، في الأول، طالب من غير نومرو، بما أني ما عديت امتحان القبول (ماتورا) كان عام 1922، و اللي بعدو وليت طالب مرسم بنومروه. ما كانش فما بورس، أما حق الترسيم كان شكلي. و كل طالب ينجم يحضر أي درس.
كانت حقبة متع تقلبات، و ما كانتش ذات طبيعة سياسية آكاهو. كنت قريب لدرجة خلاتني نسمع تصفير الكرطوش، وقت اللي، بمناسبة إعلان الجمهورية النمساوية، جنود استهدفو أعضاء الحكومة الوقتية الملمومين في أعلى الدروج اللي يهزو للبنية متع البرلمان (التجربة هاذي لزتني نكتب مقالة ع الحرية). كان فما شوية ماكلة، و كانك ع اللبسة، أغلبيتنا ما كانو ينجمو يوفرو كان دبش قديم متع جيش، مبدلين للإستعمال المدني. قليل فينا اللي كان يخمم بجدية في الكاريار متاعو – ما كانش فما كاريار جملة (كونشي في البانكة؛ اما فكرة كاريار تجارية عمرها ما خطرتلي). كنا نقراو موش بهدف كاريار، أما محبة في القراية. كنا نقراو، و كنا نتناقشو في السياسة.
كانو فما ثلاثة أحزاب رئيسية : الإشتراكيين الديمقراطيين، و زوز أحزاب معادية للإشتراكية : القوميين الألمان (وقتها أصغر الاحزاب الثلاثة، و اللي باش يبلعوه النازيين مبعد)، و حزب الكنيسية الرومانية بحكم الواقع (النمسا كان عندها أغلبية كاثوليكية رومانية طاغية). الحزب هذا كان مسمي روحو « اشتراكي » و « مسيحي »، رغم اللي معادي للإشتراكية. و زادة كان فما الحزب الشيوعي الصغير. أنا وليت عضو في جمعية تلامذة المعاهد الإشتراكيين، و خارط على اجتماعاتهم. كنت نحضر حتى لاجتماعات الطلبة الجامعيين الإشتراكيين. الخطباء كانوا أعضاء يا في الحزب الإشتراكي الديمقراطي، يا في الحزب الشيوعي. في الفترة هاذيكة قناعاتهم الماركسية كانت ياسر متشابهة. و، عن حق، كانوا كلهم يرجعو لفظائع الحرب. الشيوعيين كانوا يدعيو أنهم أثبتو سلميتهم بتحبيس الحرب، في براست ــ ليتوفسك. كانوا يأكدو أنو السلام شأنهم الأساسي. في هاك الفترة بالتحديد، ما كانوش يساندو السلام فقط، بالقليلة في الپروپاڨاندا متاعهم، أما زادة ينددو بكل ماهو عنف « زايد ». ما عطيتش الجنب، لمدة معينة، للشيوعيين، بالأساس في جرة اللي قالهولي صاحبي آرندت. أما في ربيع 1919 تحولت، انا و مجموعة أصدقاء، عن طريق الپروپاڨاندا متاعهم. مدة زوز ولا ثلاثة شهور، اعتبرت روحي شيوعي.
رصاتلي أحبطت فيسع. الحادثة اللي دورتني ع الشيوعية، و اللي بعدها بعدتني جملة ع الماركسية، كانت وحدة م الأهم في حياتي. الحكاية صارت بعد عيد ميلادي السبعطاش. في ڢيانا تسيبو طلقات نار وسط مظاهرة متع شباب اشتراكيين مش مسلحين كانوا، مدفوعين م الشيوعيين، يحاولو يعاونو كعبات شيوعيين موقوفين في مركز الشرطة السنترال متع ڢيانا أنهم يهربو. برشة خدامة صغار اشتراكيين و شيوعيين تقتلو. كنت مرعوب و مصدوم من وحشية البوليس، أما زادة من روحي. على خاطر كان يظهرلي، كماركسي، اللي عندي جزء م المسؤولية في التراجيديا – بالقليلة من ناحية المبدأ. النظرية الماركسية تستلزم أنو صراع الطبقات يتكثف، باش يتسرع حلول الإشتراكية. المدرسة الماركسية تأكد اللي، كان الثورة تنجم تصادف بعض الضحايا، فإنو الرأسمالية عندها في رصيدها أكثر م الثورة الإشتراكية بكلها.
هكا كانت النظرية الماركسية ـــ جزء لا يتجزأ م الزعمة زعمة « الإشتراكية العلمية ». وقتها تساءلت إذا كان حساب كيما هكة ينجم يرتكز ع « العلم ». التجربة بكلها، و السؤال هذا بالذات، حركو في تحول في الإحساس قعد لي لباقي حياتي.
الشيوعية هي معتقد يوعد بحلول عالم أحسن. يأكد اللي هو قايم ع المعرفة : معرفة قوانين الصيرورة التاريخية. كان مازال عندي أمل بعالم أحسن، عالم أقل عنف و أكثر عدل، أما سألت روحي كان نعرف  بالحق – كان الشي اللي سلمت بيه تقول نعرفو ما كانش تشبيه. بالطبيعة قريت شوية ماركس و انجلس؛ أما ياخي فهمتهم بالحق ؟ ياخي تمعنت في كتاباتهم بطريقة نقدية ، كيما لازم يعمل اي واحد قبل ما يقبل معتقد يبرر الوسائل بغاية بعيدة شوية؟
كنت مصدوم باللي لازمني نستعرف لروحي اللي لا يزي قبلت نظرية معقدة بطريقة ياسر غير نقدية، لا يزي من فوق، روماركيت، في جزء كبير، شنية فما غالط في النظرية كيما في الممارسة متع الشيوعية. و رغم هذا طفيت الضو ع الشي هذا، من باب ولائي لأصحابي و « القضية »، و ها الميكانيزم اللي يخلينا كل مرة نزيدو نتورطو أكثر. فات فيه الواحد ضحا بوعيو الذهني على نقطة صغيرة، يتفادا أنو يبطل بسهولة؛ يولي الواحد يحب يبرر التضحية بالإقتناع بالإمتياز الأساسي متع القضية، و اللي هي مفروض تستاهل ياسر خلاص أنو نعملو على خاطرها التنازلات الأخلاقية الصغرى اللي يطلعو لازمين. مع كل تضحية أخلاقية ولا عقلية، نزيدو نغرقو أكثر. لوين يوصل الواحد يكون حاضر باش يساند حفرانو الأخلاقي و العقلي في القضية بحفران جديد. كيما تلويح الفلوس الباهية بعد الخايبة.
شلقت بالطريقة اللي خدم بيها الميكانيزم هذا في حالتي، و ترعبت منو. ريتو يخدم في حالات أخرى، و بالخصوص أصحابي الشيوعيين. و التجربة ردتني قادر نفهم، بعد مدة، برشة حاجات اللي ما كنتش ننجم نفهمهم بطريقة مغايرة.
قبلت معتقد خطير بطريقة غير نقدية، دوغمائية. رد الفعل خلاني ع الأول مشكاك. بعدها وصّلتني، ولو لوقت قصير، نرفض كل عقلانية. (كيما لزم علي نكتشف مبعد، هذا رد فعل تيپيك متع الماركسي المحبط).
في عمر سبعطاش وليت مناهض للماركسية. شلقت بالطابع الدوغمائي متع العقيدة الماركسية، و باغترارها الفكري اللي ما يتصدقش. كانت حاجة فظيعة أنك تنسب لنفسك نوع م المعرفة اللي يتطلب المخاطرة بحياة الغير على جال دوغم مقبول بطريقة غير نقدية، ولا على خاطر حلمة تنجم تطلع غير قابلة للتحقيق.كانت خايبة و تتلام اكثر عند مثقف، واحد يعرف يقرا و يكتب. ياسر محبطة انو الواحد خلّا روحو يطيح في الفخ بالطريقة هاكي.
دوب ما حطيت نظرة نقدية، الفراغات، الهنات، و اللاإنسجامات متع النظرية الماركسية ولاو واضحين. خوذو بعين الإعتبار نظريتو المركزية على مسألة العنف، هذاكة متع ديكتاتورية الپروليتاريا : شكون كان الپروليتاريا؟ لينين، تروتسكي، و قادة أخرين؟ عمرهم الشيوعيين ما كان عندهم أغلبية، عمرهم ما كانوا أغلبيين حتى عند خدامة المعمل. في النمسا، بالتأكيد، ما كانو كان أقلية صغيرة، نفس الشي، بكل وثوق، في غيرها م البلايص.
إلا ما تعداو سنين متع دراسة باش حسيت، بكل ثقة، اللي أنا شديت قلب الحجاج الماركسي. هي عبارة على نبوة تاريخية، مركبة مع نداء ضمني للقانون الأخلاقي : ادعموا الشي اللي ما ننجموش نتفاداوه!  حتى هكا، ما كانش عندي نية أني ننشر نقدي لماركس، على خاطر في النمسا مناهضة الماركسية كانت أعظم م الماركسية. بما أنو الاشتراكيين الديمقراطيين كانوا ماركسيين، مناهضة الماركسية كانت تتماهى تقريبا مع الحركات السلطوية و اللي باش يتعرفو مبعد بمسمى الفاشية. بالطبيعة حكيت فيه الموضوع مع أصدقاء. أما ما بديت نكتب كان 16 سنة مبعد، عام 1935، بنية النشر. كنتيجة زوز كتب خرجو بين 1935 و 1943 « بؤس التاريخانية » و « المجتمع المفتوح و أعداؤه« .
في الأثناء، في الفترة اللي كنت نحكي عليها توة (يمكن بين 1919 و 1920)، من أكثر الحاجات اللي كانت تعيّفني كان فما ادعاء الثقافة متع بعض الزملاء الماركسيين، و اللي كانوا متأكدين تقريب اللي هوما باش يكونو القادة الجايين متع الطبقة العاملة. كنت نعرف اللي ما عندهمش ميزات عقلية بارزة. ما ينجمو يستحضرو كان نوع م التعود مع الأدبيات الماركسية. أما مش م النوع اللي يدخل للتفصيل، و بالتأكيد مش حكاية نقدية. على الحياة العمالية، معظمهم يعرف أقل مني (انا بالقليلة خدمت أشهرة في معمل وقت الحرب). رديت الفعل بالقوي ضد النزعة هاذي. كان يبانلي اللي أحنا نتمتعو بامتياز ما نستاهلوهش و احنا نقراو، ياخي قررت نولي عامل. و قررت زادة أنو عمري ما نفركس على موضع تأثير في سياسات الحزب.
عملت برشة محاولات باش نولي عامل. ثاني محاولة فشلت على خاطر ما كانش عندي القدرة البدنية باش نحفر وجوه ثنايا كاسحة كيف السيمان، ببيوش، مدة نهارات ما توفاش. آخر محاولة عندي كانت بش نولي نجار. ما كانتش متعبة الخدمة، أما المشكلة اللي فما أفكار تأملية كانت تهمني، كي اللي جات بيني و بين الخدمة.
يظهرلي وقيت نقول قداه كان عندي إعجاب للعمال متع ڢيينا و حركتهم الكبيرة – اللي يقود فيها الحزب الإشتراكي الديمقراطي – حتى ولو كان « التاريخانية » متع قادتهم الإشتراكيين الديمقراطيين كانت حكاية غالطة خلاص. القادة متاعهم كانو قادرين يلهموهم بإيمان عظيم بالمهمة متاعهم، و اللي ما كانت كان، حسب ما يعتقدو، تحرير البشرية. رغم اللي الحركة الإشتراكية الديمقراطية كانت في الأساس ملحدة (باستثناء مجموعة صغيرة حليلتها كانت تقول على روحها اللي هي اشتراكية متدينة)، أما الحركة الكل كانت متأثرة بهاك الحاجة اللي ما ننجمو نسميوها كان نوع م العقيدة الدينية النارية و الإنسانية. كانت حركة عمال يفركسو باش يتعلمو فماشي ما يحققو « مهمتهم التاريخية »، يعتقو رواحهم، و هكاكة يساهمو في تحرير البشرية؛ و بالخصوص يوفاوها مرة و إلى الأبد مع الحرب. في ساعات فراغهم اللي بطبيعتها محدودة، برشة خدامة، م الصغار للكبار، كانو يتبعو في دروس مفتوحة لعشية، ولا يمشيو لوحدة م « الجامعات الشعبية ». ما كانوش مهتمين بقرايتهم هوما آكاهو، أما زادة قراية صغارهم، و بتحسين ظروف السكن. كان برنامج يعمل الكيف. و باللي هوما يمكن يوريو، ساعة على ساعة، آثار متع تبوهيم، أما بدلو في حياتهم الشراب بتسلق الجبال، السوينڨ بالموسيقى الكلاسيكية، و الروايات البوليسية بالأدب الجاد. ها النشاطات هاذي الكل كانت هادية، في جو مسموم بالفاشية و الحرب الأهلية الكامنة، و زادة للأسف بالتهديدات المتكررة و الداخلة بعضها اللي كانت تجي من عند قياديين عماليين أنهم باش يتخلاو ع الطرق الديمقراطية و يستعملو العنف. ورثة الموقف المتضبب متع ماركس و انجلس. ها الحركة الكبيرة و تحطيمها التراجيدي من قبل الفاشية، ياسر أبهرت برشة ملاحظين انڨليز و آماريكان (مثلا جيدي).
قعدت اشتراكي مدة برشة أعوام أخرين، حتى بعد رفضي للماركسية. كان جا التوليف بين الإشتراكية و الحرية الفردية قابل للتحقيق، راني قعدت اشتراكي لتوة. على خاطر ما فماشي أحسن من أنك تعيش عيشة متواضعة، بسيطة و حرة في مجتمع قايم ع المساواة. تكلفتلي في وقت قبل ما نستخلص اللي ماهي إلا حلمة مزيانة؛ أنو الحرية أهم بزايد م المساواة. أنو محاولة إرساء المساواة تخلي الحرية في خطر. و أنو، كي نضحيو بالحرية، حتى المساواة ما نخليوهاش تتنشر بين الناس اللي سخّرناهم.
اللقاء مع الماركسية كان واحد م الأحداث الكبرى في تطوري الفكري. علمني حاجات عمري لا نسيتهم. علمني حكمة المقولة السقراطية « نعرف اللي ما نعرفش ». خلاني شخص « تخطيئي »، و خلاني نقيس أهمية التواضع الفكري. و خلاني واعي ياسر بالفروق ما بين فكر نقدي و فكر دغمائي.
بالمقارنة مع اللقاء هذا، نوعية العلاقات المماثلة اللي كانو عندي مع « علم النفس الفردي » متع آلفريد آدلار و مع التحليل النفسي الفرويدي – و اللي كانو تقريبا معاصرين بعضهم (صار اللقاء عام 1919) – كانت بأهمية صغرى.
كي نخمم بالتوالي في العام هذاكة، نستغرب كي نرا كل اللي ينجم يصير في التطور الفكري متع عبد، في وقت قصير لها الدرجة. على خاطر في نفس المدة تعرفت على فكر أينشتاين. من وقتها كان ليه تأثير مهيمن على فكري الخاص – على طوال، يمكن، أهم تأثير فيهم. في ماي 1919 زوز بعثات بريطانية أكدوا توقعات أينشتاين بخصوص الكسوفات. بها التأكيدات نظرية جديدة للجاذبية و كوزمولوجيا جديدة طلعو، موش كمجرد فرضيات أما كتحسينات حقيقية مقارنة بخدمة نيوتن – مقاربة أحسن للحقيقة.
أينشتاين عمل محاضرة في ڢيينا، حضرتلها، أما نتفكر برك اللي نوعا ما اندهشت منها. الشي كان يتجاوز فهمي تماما. تربيت في وسط وين الميكانيك متع نيوتن و الإلكتروديناميك متع ماكسوال كانو مقبولين، الوحدة جنب الأخرى، كحقيقة غير قابلة للنقاش. حتى ماش، اللي كتابو « علم الميكانيكات » كان ينتقد النظرية النيوتونية للزمان و الفضاء المطلقين، كان محتفظ بقوانين نيوتن – و من ضمنها السكون اللي كان عاطيه تأويل جديد و مبهر. و رغم اللي يحتمل إمكانية نظرية لا نيوتونية، كان يعتبر اللي لازم نستناو تجارب جدد قبل ما يتحل الشانطي متاعها. ها التجارب ينجمو يجيو، حسب رايو، من معارف جديدة في الفيزياء و علوم الفضاء الخاصة بمناطق في الفضاء تحتوي حركات أكثر سرعة و أكثر تعقيد م اللي ننجمو نلقاوهم في منظومتنا الشمسية. الميكانيك متع هارتز كيف كيف، ما كانتش تبعد على نيوتن، كونشي في التقديم.
كونو الناس الكل كانت تعتبر نظرية نيوتن صحيحة كان، بالطبيعة، نتيجة لنجاحها الباهر، و اللي وصل ذروتو باكتشاف كوكب « نپتون ». النجاح نجم يكون مبهر للدرجة هاذيكة على خاطر (كيما وضحت و صغت مبعد) نظرية نيوتن كانت تصلّح  بطريقة متكررة المواد التجريبية اللي تحب تفسرها. و مع هذا، رغم هذا الكل، أينشتاين نجح في أنو يخرّج نظرية تعطي بديل حقاني، و اللي كانت تبان، من غير حتى ما نستناو تجارب جديدة، أحسن. كيما نيوتن نفسو، توقّع تأثيرات جديدة من داخل (و من خارج) منظومتنا الشمسية. و برشة من توقّعاتو، بعد ما تخبرت، لاقات النجاح.
زهري الباهي خلاني نغطس في الأفكار هاذي عن طريق طالب رياضيات شاب و ممتاز، ماكس إلشتاين، صديق توفى عام 1922 و عمرو عشرين سنة. ما كانش پوزيتيڢيست (عكس أينشتاين وقتها و برشة وقت بعدها) و كان يركّز ع الجوانب الموضوعية في نظرية أينشتاين : استعمال نظرية الحقول؛ الرابط الجديد بين الإلكتروديناميك و الميكانيك؛ و الفكرة اللامعة متع كوزمولوجيا جديدة – كون منتهي لكن غير محدود. جلب انتباهي لكونو أينشتاين نفسو كان يعتبر أحد أهم الحجج لصالح نظريتو، التقريب الجيد اللي كانت توفرو لنظرية نيوتن. أكد زادة اللي أينشتاين ، باقتناعو أنو نظريتو كانت عندها مقاربة أحسن من مقاربة نظرية نيوتن، كان يعتبر نظريتو خطوة بسيطة لنظرية معممة أكثر. زيد من فوق، لاحظلي اللي هرمان وايل كان نشر، قبل رصودات الكسوف، عمل يوفر نظرية أكثر تعميم و وسع من نظرية أينشتاين.
من غير شك، هذا الكل في بال أينشتاين، و قبلها نظريتو، وقت اللي كتب في سياق آخر : « ما ينجمش يكون فما مصير أحلى لنظرية فيزيائية، من أنها توري الثنية لنظرية أعمّ و أعمق، اللي تعيش في وسطها كحالة حدودية. » أما اللي مركاني الأكثر ، ها التأكيد الواضح – كان يعتبر نظريتو الخاصة ما تقومش كان ما تنڨزش بعض الإختبارات. كتب مثلا : « كان الإنزياح للأحمر متع الخيوط الطيفية، الراجع لجهد الجاذبية، ما لازموش يتوجد، إذن النظرة العامة للنسبية ما تنجمش تقوم ».
اكتشفت لهنا نزعة مختلفة تماما ع النزعة، الدوغمائية، متع ماركس، فرويد و آدلار، و أكثر عند تلامذتهم. أينشتاين كان يفركس على تجارب حاسمة اللي نتائجها باللي إيجابية، ما تقومش نظريتو؛ بينما تناقض واحد يطيح النظرية الكل في الماء، كيما كان أول واحد أشار للحكاية هاذي.
هاذي كانت، يظهرلي، النزعة اللي بالرسمي علمية. تختلف تماما ع النزعة الدوغمائية، اللي ديما تأكد ورا بعضو أني لقات « إثباتات » لنظرياتها المفضلة.
وصلت هكا، أواخر 1919، لاستنتاج أنو النزعة العلمية هي النزعة النقدية. ما كانتش تلوج على إثباتات، أما تجارب حاسمة. ها التجارب ينجمو يدحضو النظرية اللي تتحط تحت الإمتحان؛ أما عمرها ما تقومها.

 

2 commentaires sur “سنة حاسمة : الماركسية، العلم و الزعمة زعمة علم. – ترجمة لكارل پوپر

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *